خصمان لدودان متعاونان!! واشنطن والقاعدة وتمزيق باگستان
خصمان لدودان متعاونان!! واشنطن والقاعدة وتمزيق باگستان.. العدد 2162 25 رمضان 1429 هـ
لا مكان في السياسة للنيات الطيبة، إلا لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فهو على يقين من أن الله تبارك وتعالى سوف يسأله عن أفعاله وكذلك عما كان يضمره في قلبه من ورائها. أما الناس الذين يتأثرون بنتائج السياسات فلا يعنيهم سوى الظاهر والواقع الملموس والآثار الفعلية.من هنا ينبغي اجتناب الوقوع في فخ مناقشة عقيمة حول غايات الأطراف المتناحرة على الساحة الباكستانية، ولا سيما الحصاد المُرّ لصلف السياسة الأمريكية ومسلك تنظيم القاعدة في هذا البلد المسلم العزيز.فمصير باكستان يجري التلاعب به بين لاعبِيْن أجنبيين، بصرف النظر عن رغبات أهلها، وتوجهات قواها السياسية المختلفة. فشعب باكستان وجيشها يجدان نفسيهما بين مطرقة إدارة جورج دبليو بوش وسندان فلول القاعدة، وهما عدوان يتخذان من البلد رهينة لحساباتهما الضيقة، ومسرحاً لتصفية خصومتهما الدموية.ذلك أن جبناء القاعدة لا يستطيعون مواجهة الجيش الأمريكي وتفوق أجهزة الاستخبارات التي تؤازره، فيوجهون غضبهم الأعمى ضد المدنيين من باكستانيين وغيرهم، ولذلك يكاد جنونهم غير المشروع لا يسدد سهامه الفتاكة إلا إلى صدور المسلمين، بذريعة مصارعة غيرهم!!والولايات المتحدة التي تجني ثمار غطرستها فشلاً مطبقاً في كل من العراق وأفغانستان، فلا تجد ستاراً للتعمية على خسائرها الفادحة، إلا عبر عمليات عسكرية تنتهك سيادة باكستان وتضع مؤسستها العسكرية في موضع لا تُحْسَدُ عليه، وكأنها آخر من يعلم، بل هي في أحسن الحالات تغدو شاهد زور، الأمر الذي يهدد مكانتها ومهمتها الكبرى في حماية الوطن من أعدائه الخارجيين المتربصين به لمحوه من الخريطة تماماً!!ومن الناحية السياسية، ألا يؤدي كل من العدوين خدمات مجانية للآخر، عندما يصبح وجود كل منهما نتيجة لوجود عدوه، ومبرراً لحماقاته القاتلة؟إن أمام الباكستانيين تحدّياً استراتيجياً، قد يكون هو الأضخم والأشد خطورة في تاريخهم، وليس ثمة مَخْرَجٌ منه - بعد الاعتصام بالله وحده - إلا بالتصدي الحازم لجنون القاعدة واستعلاء واشنطن معاً.
No comments:
Post a Comment